من وصايا الامام البنا

إن الاخلاص أساس النجاح وإن الله بيده الامر كله .
, وان اسلافكم الكرام لم ينتصروا إلا بقوة ايمانهم وطهارة أرواحهم وإزكاء نفوسهم وإخلاص قلوبهم وعملهم عن عقيدة واقتناع..
جعلوا كل شئ وقفاً عليها حتى اختلطت نفوسهم بعقيدتهم ,وعقيدتهم بنفوسهم !!

فكانوا هم الفكرة وكانت الفكرة إياهم .
فإن كنتم كذلك ففكروا والله يلهمكم الرشد والسداد واعملوا
, والله يؤيدكم بالمقدرة والنجاح .

وإن كان فيكم مريض القلب . معلول الغاية . مستور المطامع مجروح الماضى.!! فأخرجوه من بينكم , فإنة حاجز للرحمة حائل دون التوفيق

تحميل كتاب علشان ما تنضربش على قفاك

كتاب مهم جدا جدا يجب قراءته

التحميل من هنا

الأحد، فبراير ٠٣، ٢٠٠٨

مصر قبل ظهور دعوة الاخوان المسلمين


هذا المقال ليس قصة تروى على سبيل التسلية

ولكنة شبية لواقعنا المعاصر هذا, ولعل القارىء الذى لا يعرف عنوان المقال يقول والله فعلا هو دة اللى بيحصل دلوقتى ,

فهيا بنا نقرأ تاريخ هذا النظام الظالم الفاسد حتى نعرف الخطوات التى يسير عليها .

بقلم: أ عبده مصطفى دسوقي


في زمن وَطِئَ الاحتلال الوطن، وانتهك حرماته، ونهب خيراته، ونشر الفجور والانحلال وسط أبنائه، وعمل على السيطرة على مقاليد أموره السياسية، فاستعبد حكامه، واشترى ذمم بعض أبنائه، فلهث وراءه كل مفتون بحضارته الزائفة.

في هذا الزمن أخرج المرأة سافرة، وطمس هوية التعليم، وسخَّره لخدمة أغراضه، واستعبد الحكام وأذنابهم، وعمل على تغريب الأمة وتجريدها من هويتها الإسلامية، كما اقتطع البلاد من جسد الخلافة الإسلامية، فصار الشعب كالأيتام على موائد اللئام.

في ظل هذه الظروف العصيبة نشأ جيلٌ عرف معنى الإسلام قولاً وعملاً، وفهم الإسلام على أنه نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعًا؛ فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة، سواء بسواء، كما يقول الإمام البنا
الحياة السياسية
كما ذكرنا وقعت مصر في قبضة الاحتلال الإنجليزي في أعقاب فشل الثورة العرابية عام 1882م، بعد معركة التل الكبير واحتلال القاهرة في 14 سبتمبر 1882م، ومن ثم أصبحت البلاد وملكها ألعوبةً في يد الإنجليز، وبالرغم من الخيانة التي حدثت في صفوف الجيش، إلا أن الشعب لم يعدم بعد ذلك الرجل الوطني الذي هبَّ يدافع عن البلاد ويطالب الإنجليز بالرحيل عن البلاد، ومن أمثال هؤلاء مصطفى كامل، الذي تُوفي في فبراير 1908م، والزعيم محمد فريد، والذي تُوفي في 15 نوفمبر 1919م.
لقد أحكم الإنجليز سيطرتَهم على البلاد والعباد، وهيمنوا على كل نظُم المجتمع, وتحقَّق لهم ذلك عن طريق الاستعمار الفكري، فألغوا الشريعة الإسلامية والعمل بها من قانون القضاء، وحصروها في قانون الأحوال الشخصية، وعملوا على فصل الدين عن العلم والمدارس الدينية، كما وضعوا الجيش المصري تحت السيطرة العسكرية للإنجليز، وقلَّلوا عدده, وفرضوا سيطرتهم على البوليس وقناة السويس، حتى إن البعض قال: "إن مصر تدار من قصر الدوبارة وليس من قصر عابدين".. وقصر الدوبارة هو مقر المعتمد البريطاني في مصر!.
ومنذ أن سيطر الاحتلال على البلاد وقد استخدم سياسة الحديد والنار في معالجة القضايا, فنجد كرومر ينتهج هذه السياسة ويستخدم الشدة مع أبناء الشعب في حادثة دنشواي؛ حيث علَّق المشانق، وألهب بالسياط ظهور أبناء القرية،
لم يكتفِ الإنجليز بعمل ذلك فحسب، بل عملوا على قطع أواصر الأخوَّة بين الشعبَين الشقيقَين في مصر والسودان، فعقدوا معاهدة 1889م، والتي بموجبها تعطي الحق للإنجليز بالتدخل في شئون السودان، كما قلَّصت عدد الجيش المصري فيها إلى أقل عدد، وتدرَّج الوضع فيما بعد حتى أصبح لا يوجد حامية مصرية في السودان، وفصلوا القضاء المصري عن القضاء السوداني, فعمدوا إلى إعفاء آخر قاضٍ فيها وهو الشيخ المراغي من منصبه..

وظل الشعب يرسف في أغلال المحتل حتى قامت انتفاضة وثورة 1919م ليعبِّر عن حالة المأسوي لكن في الواقع لم ينَل أيَّ جزء من حقوقه المسلوبة وذلك بسبب:
1- ضعف الملك، والذي سار في ركاب المحتل؛ خوفًا على ملكه مما تسبَّب في ضعفه وأصبح يعيش في وادٍ والشعب في وادٍ آخر.
2- وجود الأحزاب الكثيرة والتي كان كثيرًا منها صنيعة المحتل، فكانت تدعو للعيش في كنف ورحمة بريطانيا العظمى، وتحارب كل ما هو وطني يحاول الدفاع عن وطنه، ومن أمثلة هذه الأحزاب حزب الأمة وحزب الشعب وحزب الاتحاد، كما أدَّى تناحر الأحزاب إلى ضعف الساحة السياسية؛ بسبب سيطرة كبار الملاك ورجال المال عليها وانشغالهم بلعبة السلطة والانتخابات؛ مما أدى إلى استهلاك طاقات المصريين في غير موضعها، بدلاً من توحيد الجهود لتحقيق الاستقلال واحتواء الاحتلال لهذه الأحزاب جميعًا؛ مما أدى إلى أن قبلت هذه الأحزاب جميع المفاوضات مع المحتل، محوِّلةً الصراع معه من ثورة شعب ضد معتدٍ غاصب إلى مفاوضات سياسيين مع قوة محتلة لا تناقُضَ بينهما أيديولوجي

الحياة الاجتماعية
تُعدُّ حياة المجتمعات متداخلةً في بعضها البعض؛ فلا يستطيع أحد أن يفرق بين الظروف السياسية التي تحياها المجتمعات والحياة الاجتماعية والاقتصادية، ولقد تأثرت هذه الجوانب ببعضها، فمع أن الإنجليز نشروا سياسة السيطرة على المقومات السياسية، حرصوا أيضًا على إحكام السيطرة الاقتصادية، ووضع بذور الفُرقة بين فئات المجتمع وعملوا على تشويه ثقافته.
لقد نشر الإنجليز الطبقية في المجتمع والتميُّز بين فئاته، فترى الغني والفقير، السيد والعبيد، ولقد انقسم المجتمع المصري إلى ثلاث طبقات، وهي:

الطبقة العليا (اللى هما الحرامية الكبار)

وهي الطبقة التي ضمَّت كبار ملاَّك الأراضي الزراعية وأصحاب الشركات التجارية والصناعية والمؤسسات المالية والبنوك، وعاش أصحاب هذه الطبقة يَحيَون حياة البذخ، ولقد تشكَّلت الأحزاب السياسية من غالبية هذه الطبقة؛ ولذا خرجت أحزاب لا تعبر سوى عن مصالح القلة، كما أن ثقافتهم ارتبطت بالثقافة الأوروبية.
كما أن هذه الطبقة شكَّلت المجالس التشريعية؛ مما حدا بالمجلس أن يسير في فلك المصالح الشخصية وليس في مصلحة الوطن، حتى إن المجلس كان يشكَّل من غالبية الحزب الذي يتولَّى الوزارة وليس كما يختار الشعب إلا في فترات محدودة، حتى إن هذه الطبقة استبدَّت ضد الطبقة الفقير فانتزعت أملاك صغار الفلاحين، كما أنهم هجروا الريف وقطنوا المدن مما ترك أثرًا سيِّئًا على الريف وحرمانه من المشروعات الإصلاحية.
ومع انتهاء الحرب احتكرت قلةٌ من أصحاب المال نواحي الحياة الاقتصادية ومحاولتها طمس الصناعات الناشئة المنافسة، كما أن هذه الطبقة انعزلت عن المجتمع في حياتها وتعليم أبنائها في مدارس خاصة بهم؛ مما كان لها أثرٌ كبيرٌ في نشر الثقافة الأجنبية بين الطبقة العليا من المصريين.

الطبقة المتوسطة( المطحونين)

تكوَّنت هذه الطبقة من أصحاب الملكيات المتوسطة ومتوسطي التجَّار والموظفين والمثقفين، وكان لها دورٌ بارزٌ في الحركة الوطنية وحركة النهوض السياسي والاجتماعي؛ حيث اهتمَّ بها الطلاب، والذين تفهَّم كثيرٌ منهم قضية بلادهم، فهبُّوا يقاومون المحتل، وسقط منهم الشهيد تلو الشهيد.
الطبقة الدنيا( الميتين بالحيا)

تكونت هذه الطبقة من صغار الفلاحين وصغار العمال، والذين كانت حياتهم على قدر كبير من السوء؛ بسبب انتزاع أراضيهم، وضعف رواتبهم، والتي كانت لا تسدُّ جوعهم، ولا تستر أجسادهم، وكانوا عرضةً للأمراض والأوبئة، حتى إن 5,1 ملايين أسرة من الفلاحين لم تكن لهم أية ملكيات زراعية على الإطلاق، ولقد جلبت هذه المعيشة عليهم الفقر والجهل والمرض والضعف؛ ولذا نجد أن أكثر من 60% من المصريين يعيشون أقل من معيشة الحيوان، وأن مصر مهددة بمجاعة قاتلة، وأن بها أكثر من 320 شركة أجنبية محتكرة كل المرافق العامة وأن التجارة والصناعة والمنشآت الاقتصادية بأيدي الأجانب المرابين.
ولا نستطيع أن نغفل الظاهرة الاجتماعية التي تفشَّت في المجتمع المصري، كـ"التبشير" والانحلال الخلُقي والسفور وتحرير المرأة والبغاء، فبعد أن سيطر المحتل على البلاد عاث فيها فسادًا، وأطلق العنان "للمبشِّرين"؛ ليبثوا سمومَهم وسط طبقات الأمة؛ ليفتنوهم عن دينهم، وكان للفقر عاملٌٌ قويٌّ في نشاطهم، كما ساعدتهم المدارس التي أنشؤوها في طول البلاد وعرضها، وعقدوا المؤتمر تلو المؤتمر ليفتنوا عباد الله عن دينهم، وروَّجوا وسط العامة صورَ وتماثيلَ الأنبياء والقدِّيسين كما قصوا عليهم القصص الخرافية، مثل قصة الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية الشريفة في المسجد النبوي، وأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- جاءه وأمره أمرًا ولقَّنه خبرًا.
ولقد استند "المبشِّرون" على قوة الإنجليز، ففتحوا لهم الباب على مصراعيه في ظل ضعف الحكام، وكانت أكثر الأماكن تضرُّرًا بهذا الداء هو الصعيد؛ حيث حاول نشر بذور الشقاق بين أبناء الوطن، محاولين فصل الجنوب عن الشمال، واستغلوا المال والنساء في نشر "تبشيرهم" وسط الناس.
وقد كان لموجة الانحلال الخلقي والعقائدي والسفور أثرٌ في تغير أخلاق المجتمع؛ فقد تحرَّرت المرأة من حيائها وعفافها، وانساقت وراء الدعوات الغربية، والتي كان يدعمها المحتل لينشر العري والمجون وسط أبناء الأمة، وساعده على ذلك الصحف التي كانت تسير في ركابه؛ فنشرت صور المرأة التي خلعت ملابسها على شاطئ البحر، والمرأة التي ترتاد السينما والملاهي، وصوَّرها بأنها المرأة المتمدينة المتحضِّرة، كما استغلها في البغاء أسوأ استغلال، حتى عاش المجتمع بين كؤوس الخمر وأحضان البغايا، وانتشرت المقاهي والملاهي الليلية والخمّارات والمخدّرات والزنا السري والعلني وبيوت الدعارة.
ولم يقتصر حال المجتمع على ذلك، بل انتشر التسوُّل حتى وصل عدد المتسوِّلين في مصر إلى 500 ألف شحاذ، وانتشرت الأمراض فكان عدد من أصيب بالبلهارسيا يقدَّر بـ 55% و15% مصابون بالملاريا و99% بأمراض العيون، ونشرت وزارة الشئون الاجتماعية أن 12 مليون مصري لا يتمتعون بأية ميزة اجتماعية أو صحية، وأنهم يعيشون كما لو كانوا في القرن الخامس عشر.

الحياة الاقتصادية

ارتبط الاقتصاد المصري بالاقتصاد الإنجليزي، حتى إن هذا الارتباط بلغ أشُدَّه في فترة الاحتلال؛ نتيجة تشجيعه للمستثمرين الأجانب، والذين كانوا يمدون السوق الأوروبية بالخامات المصرية، ولم يكن تأثر الاقتصاد بالاحتلال فحسب بل بنشوب الحربَين العالميتَيْن، والتي حاولت بريطانيا زجَّ مصر فيها دون أن يكون لها فيها ناقة أو جمل، وهذا التأثير ظهر في وقف المنتجات المصرية للخروج لدول الخارج؛ مما سببَّ الكساد لها.
ولقد بلغت نسبة رؤوس الأموال الأجنبية المستثمرة داخل مصر عام 1914م ما يقرب من 91% من مجموع الاستثمارات، كما حوَّل المحتل البريطاني غطاء مصر النقدي من الذهب إبَّان الحرب العالمية الأولى إلى أذونات على الخزينة البريطانية؛ مما أتاح لبريطانيا الحصول على ما تشاء من العملة المصرية لتمويل عملياتها العسكرية، وأدَّت السيطرة الأجنبية على الاقتصاد إلى تفشِّي البطالة، وفي ذلك يقول الإمام الشهيد حسن البنا: "من الظريف المبكي أن نقول إن عدد الشركات المصرية في عام 1938م بلغ 11 شركة فقط مقابل 320 شركة أجنبية، كما اعتنى المحتلُّ بالمحاصيل التي تغذِّي مصانعَه على حساب المحاصيل الضرورية التي تسدُّ رمق الشعب، فاهتمَّ بزراعة القطن أكثر من اهتمامه بغيره؛ مما أدى إلى ارتباط القطن المصري وسعره بالمصالح البريطانية، فأدى ذلك إلى تدنِّي مستوى المعيشة لدرجة كبيرة وتعرُّض العمل للتعطُّل.
هذا غير حملات التغريب التي تعرَّض لها المجتمع، ومحاولة نشر الثقافة الغربية، وتحجيم مقومات الدين الإسلامي وظهر تياران: أحدهما يدعو إلى التغريب والأخذ بمقومات الحضارة الغربية، والآخر يحثُّ على التمسك بمقومات الدين الإسلامي والعمل على تطوير البلاد في ظل الإسلام.
كما اجتاحت البلاد موجة الفكر الشيوعي الذي كان يدعو المجتمع على نبذ الدين والتحرُّر منه، وأنه السبب في تخلُّف البلاد وانتشر هذا الفكر في مصر على يد الأجانب واليهود؛ أمثال هنري كوريل وهليل شوارتز.
مما سبق نرى أن دعوة الإخوان المسلمين- التي يدور محور كتاباتنا عنها- قد نشأت في ظل واقع من الممكن أن نجمله إلى:
1- قطع مصر صلتها بدولة الخلافة العثمانية ووقوعها فريسةً للاحتلال الإنجليزي.
2- خضوع الحكام ووقوعهم تحت سيطرة المحتل، كما دارت الأحزاب في فلك سياسة المستعمر.
3- تفشي الفساد الاجتماعي؛ كالانحلال الخلقي وبيوت الدعارة والفقر بين طبقات المجتمع وانتشار جماعات "التبشير".
4- تدني مستوى التعليم وتغريبه وربط مناهجه بمناهج الغرب وبعدها عن المنهج الإسلامي.
5- سير بعض أبناء الأمة في فلك الثقافة الغربية والمطالبة بنشر هذه الثقافة وسط أبناء الأمة بحلوِها ومرِّها، وعدم تدخُّل الدين في السياسة، ومن ثَمَّ كان حال مصر والمصريين.. "

وطن ضُرِبَت عليه العُزلة، وشعب مؤمن جاهل مغلوب على أمره، ومستعمر داهية تمكَّن من الحاكم سافرًا، وملك غريب عن شعبه لغةً وفكرًا وعاطفةً، وطبقة حاكمة منعزلة عن الرعية، ونظام قانوني مستقًى من الغرب بعيد عن أعراف الناس ومعتقداتهم، وإقصاء متعمَّد للدين الإسلامي عن واقع الحياة، والثقافة لا ترتكز على مفاهيم الإسلام، والتعليم لا توجِّهه الفكرة الإسلامية، والقوانين لا تحتكم لشريعة الإسلام".
في ظل هذه الظروف نشأت دعوة الإخوان المسلمين والتي ربَّت شخصيات حملوا الإسلام بمعناه الصحيح، وتركوا الحياة دون أن يسمع عنهم أحد.
وفي هذه التطوافة سنلقي الضوء على دور الإخوان في إصلاح المجتمع ومحاربة البغاء والإباحية والفساد السياسي والاجتماعية والحزبية والخمور، وذلك على حلقات متتالية إن شاء الله.

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم
    الف مبروك على المدونة معلش انا جيت متأخر شوية سامحنى
    اخوك مصطفى محمود

    ردحذف

هاااااااااااه
لسه بتفكر